فصل: (سورة التوبة: آية 57)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: آية 57]

{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57)}

.الإعراب:

(لو) حرف شرط غير جازم (يجدون) مضارع مرفوع.
والواو فاعل (ملجأ) مفعول به منصوب (أو) حرف عطف (مغارات) معطوف على ملجأ منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة، ومثله (مدّخلا)، (اللام) واقعة في جواب لو (ولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(ولّوا)، (الواو) حاليّة (هم) ضمير مبتدأ (يجمحون) مثلا يجدون.
جملة: {يجدون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ولّوا...} لا محلّ لها جواب الشرط.
وجملة: {هم يجمحون} في محلّ نصب حال من فاعل ولّوا.
وجملة: {يجمحون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

.الصرف:

(ملجأ)، اسم مكان من فعل لجأ الثلاثيّ وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو صحيح مضارعه مفتوح العين.
(مغارات)، جمع مغارة بفتح الميم وضمّها، أو جمع مغار بفتح الميم وضمّها، اسم مكان من غار الثلاثيّ والألف منقلبة عن واو أصلها مغورة- بفتح الواو- جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(مدّخلا)، اسم مكان من ادّخل الخماسيّ، فهو على وزن مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.

.[سورة التوبة: آية 58]

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)}

.الإعراب:

(ومنهم من يلمز) مثل ومنهم من يقول، و(الكاف) ضمير مفعول به (في الصدقات) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يلمز) على حذف مضاف أي في قسم الصدقات (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (أعطوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط..
والواو نائب الفاعل (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(أعطوا) والجارّ للتبعيض أو للبيان (رضوا) فعل ماض مبني على الضمّ..
والواو فاعل، وهو في محلّ جزم جواب الشرط (الواو) عاطفة (إنّ) مثل الأول (لم) حرف للنفي (يعطوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون والواو نائب الفاعل (منها) مثل الأول متعلّق بـ(يعطوا)، (إذا) فجائيّة (هم يسخطون) مثل هم يجمحون جملة: {منهم من يلمزك...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة: {يلمزك} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {إن أعطوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يلمزك.
وجملة: {رضوا} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن لم يعطوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أعطوا.
وجملة: {هم يسخطون} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بـ(إذا) الفجائيّة.
وجملة: {يسخطون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.الصرف:

(أعطوا)، فيه إعلال بالحذف أصله أعطيوا بضمّ الهمزة والياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الطاء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح أعطوا وزنه أفعوا.
(يعطوا)، فيه إعلال بالحذف أصله يعطاوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف فأصبح يعطوا وزنه يفعوا بفتح العين، وقد تركت الفتحة على الطاء دلالة على الألف المحذوفة.

.الفوائد:

ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ} فقد أعرب النحويون (إذا) حرف للمفاجاة. وسنوضح شيئا مما يتعلق بهذا الحرف، لأنه قد يخفى على الكثير.
1- إذا الفجائية تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، وتدل على الحال لا على الاستقبال، مثل: خرجت فإذا الأسد بالباب. ومنه قوله تعالى: {فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى} وقد اختلف العلماء فيها إلى عدة أقوال:
أ- هي حرف عند الأخفش، ويرجح هذا القول قولهم: خرجت فإذا إنّ زيدا بالباب، بكسر إن لأنّ (إنّ) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
ب- وظرف مكان عند المبرّد، وظرف زمان عند الزجاج، وقد اختار ابن مالك أنها حرف للمفاجاة، واختار ابن عصفور أنها ظرف مكان، واختار الزمخشري أنها ظرف زمان. والقول الأول الذي يعتبرها حرفا للمفاجاة هو أرجح الأقوال، لعدم احتياجه إلى تأويل، أما الذين اعتبروها ظرفا فقد قدّروا لها عاملا محذوفا ونحن مع علم أصول النحو حيث قرر الأصوليون القاعدة التالية:
إذا استوى مسألتان إحداهما تحتاج إلى تقدير والثانية لا تحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى.
2- إذا وقعت (إذا) الفجائية مقترنة بجملة جواب الشرط الجازم، كما في هذه الآية الكريمة، فالجملة في محلّ جزم جواب الشرط، ومن المعلوم أن جملة جواب الشرط الجازم يجب أن تقترن بالفاء أو إذا الفجائية حتى تكون في محلّ جزم جواب الشرط.

.[سورة التوبة: آية 59]

{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ (59)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (رضوا) مثل السابق، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (هم) ضمير متّصل مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (رسول) معطوفة على لفظ الجلالة مرفوع و(الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (حسب) مبتدأ مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّهم رضوا) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت رضاهم.
(السين) حرف استقبال (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(نا) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من فضل) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يؤتي)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة الأخير و(الهاء) مثل الأخير (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ(راغبون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (ثبت) رضاهم... لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: {رضوا...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: آتاهم اللّه... لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: {وقالوا...} في محلّ رفع معطوفة على جملة رضوا.
وجملة: {حسبنا اللّه...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {سيؤتينا اللّه...} لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل أو الشرح لمقول القول.
وجملة: {إنّا... راغبون} لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة أو تفسيريّة.
وجواب الشرط (لو) محذوف أي لو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم.

.الصرف:

(راغبون)، جمع راغب، اسم فاعل من رغب وزنه فاعل.

.[سورة التوبة: آية 60]

{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}

.الإعراب:

(انّما) كافّة ومكفوفة (الصدقات) مبتدأ مرفوع (للفقراء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة في المواضع السبعة الآتية (المساكين، العاملين، المؤلّفة الغارمين، ابن...) ألفاظ مجرور معطوفة على الفقراء، وعلامة الجرّ الياء في الألفاظ، المساكين، العاملين، الغارمين (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(العاملين)، (قلوب) نائب فاعل لاسم المفعول المؤلّفة، مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (في الرقاب) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بالخبر المحذوف ومعطوف على الجارّ الأول (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ومثله (السبيل)، (فريضة) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ(فريضة)، (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (حكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {الصدقات للفقراء...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فرض) {فريضة...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {اللّه عليم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(المؤلّفة)، اسم مفعول من الرباعيّ ألّف، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين.
(الغارمين)، جمع الغارم، اسم فاعل من الثلاثيّ غرم، ومنه فاعل.

.البلاغة:

مخالفة الحروف: في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ} إلى آخر الآية، وهو فن طريف من فنون البلاغة لطيف المأخذ، دقيق المغزى، فقد عدل عن اللام إلى في في الأربعة الأخيرة، وذلك لسرّ يخفى على المتأمل السطحي، وهو أن الأصناف الأربعة الأوائل ملاك لما عساه يدفع إليهم، وإنما يأخذونه ملكا، فكان دخول اللام لائقا بهم. وأما الأربعة الأواخر فلا يملكون ما يصرف نحوهم، بل ولا يصرف إليهم، ولكن في مصالح تتعلق بهم فالمال الذي يصرف في الرقاب إنما يتناوله السادة المكاتبون والبائعون، فليس نصيبهم مصروفا إلى أيديهم حتى يعبّر عن ذلك باللام المشعرة بتملكهم لما يصرف نحوهم، وإنما هم محالّ لهذا الصرف والمصلحة المتعلقة به، وكذلك العاملون إنما يصرف نصيبهم لأرباب ديونهم تخليصا لذممهم لا لهم. وأما سبيل اللّه فواضح فيه ذلك. وأما ابن السبيل فكأنه كان مندرجا في سبيل اللّه، وإنما أفرد بالذكر تنبيها على خصوصيته، مع أنه مجرد من الحرفين جميعا، وعطفه على المجرور باللام ممكن، ولكن على القريب منه أقرب.

.الفوائد:

مصارف الزكاة:
حددت هذه الآية الأصناف الثمانية الذين تجب لهم الزكاة وهم:
1- الفقراء.
2- المساكين: وهم المحتاجون الذين لا يفي دخلهم بحاجتهم، ثم اختلف العلماء في الفرق بين الفقير والمسكين، فقال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة والزهري: الفقير الذي لا يسأل والمسكين السائل، وقال الشافعي: الفقير من لا مال له ولا حرفة، والمسكين من له مال أو حرفة، ولكن لا تقع منه موقعا لكفايته. وقال الفقهاء الفقير من كان مورده أقل من نصف حاجته، والمسكين من كان مورده أكثر من نصف حاجته.
3- الْعامِلِينَ عَلَيْها: وهم السعاة الذين يتولون جباية الصدقات وقبضها من أهلها ووضعها في جهتها، فيعطون من مال الصدقات بقدر أجور أعمالهم، سواء كانوا فقراء أم أغنياء. وهذا قول ابن عمر، وبه قال الشافعي.
4- الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: وهم قسمان: مسلمون وكفار، فالمسلمون قسمان: قسم من أشراف العرب ووجوه القبائل كان صلى الله عليه وسلم يعطيهم ليتألف قلوبهم، وكان إسلامهم ضعيفا وقوم أسلموا وكان إسلامهم قويا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم تألفا لقومهم. وأما القسم الثاني، فهم المسلمون البعيدون عن إخوانهم، والمتاخمون للكفار، وهم ضعفاء، فيعطون ليبقى إيمانهم قويا، وكي لا يغرّر بهم الكفار، وأما المؤلفة من الكفار فهم قوم يخشى شرهم ويرجى إسلامهم.
5- وَفِي الرِّقابِ: وهم المكاتبون، يعطون ليعتقوا. وهذا قول الشافعي وأكثر الفقهاء. وقول آخر بأنه يشتري عبيد ويعتقهم.
6- الغارمين: الذين عجزوا عن وفاء الدين، بشرط ألا يكون سبب الدين معصية اللّه.
7- في سبيل اللّه: أي في الجهاد أو كل عمل يرضي اللّه عز وجل.
8- ابن السبيل: المسافر المنقطع عن ماله، يعطى ما يبلغه مقصده.